على الرغم من المنافسة الكبيرة بين شركات التقنية في العالم اليوم إلّا أنّهم يتخذون نفس الموقف عندما يتعلق الأمر بحماية المستهلك، أو على الأقل هكذا يبدو الأمر في المعركة بين آبل الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالية الإف بي آي.
تعود القصة إلى حادث إطلاق النار الإرهابي في أحد المُدن الأمريكية والذي راح ضحيته الكثير من المواطنين الأمريكيين، وبعد العثور على المتهم الرئيسي في هذا الحادث واستجوابه، وجد مكتب الإف بي آي أنّه يملك هاتف آيفون محمي بكلمة مرور، وللأسف حاول خبراء التقنية في المكتب فك شفرة الآيفون لكنّهم لم ينجحوا في ذلك لذا لجأوا إلى خطّة بديلة تتمثل في إجبار آبل نفسها على اختراق جهازها.
آبل أعربت عن رفضها التام للقيام بهذا وتوجهت إلى المحكمة لحماية حقوق مستخدميها، لكن المثير للاهتمام أنّ آبل لم تكن وحدها في هذا الأمر بل انضمت إليها كُبرى شركات التقنية سريعًا، مثل قوقل ومايكروسوفت وفيسبوك.
اليوم أعلنت مجموعة من 15 شركة تقنية كُبرى رسميًا عن رفضهم التام للممارسات التي تقوم بها الوكالات الحكومية، وذلك برفع دعوى قضائية ضد طلب الإف بي آي، وتتضمن هذه المجموعة شركات مثل أمازون وسيسكو وفيسبوك وقوقل ومايكروسوفت.
من جانبها، تخشى آبل توفير مدخل خلفي لمكتب الإف بي آي يُمكن استخدامه فيما بعد من الوكالات الأمنية الأخرى في اختراق هواتف المُستخدمين، والشركة بالطبع يهمها أمن وخصوصية المُستخدم النهائي لأنّ الأمر يتعلق بسُمعة الشركة التي ستتضرر كثيرًا إن قامت بهذا.
حتى الآن القضية مازالت في المحاكم الأمريكية ولا يبدو أنّها ستنتهي قريبًا، لكن على أي حال نأمل أن تنتهي النهاية السعيدة برفض طلبات الإف بي آي.