عندما ترغب وكالات المخابرات الدولية بالتجسس على بعض المستخدمين والجهات فإن لديها طريقتين، إما اختراق أجهزتهم أو التجسس والمراقبة عن بعد، ولأن الإختراق يكون عادة للأهداف الهامة للغاية، فإن النشطاء السياسيون غالباً ما يتم التجسس عليهم وتتبع أنشطتهم لإبقائهم ضمن دائرة المتابعة والاهتمام بإستخدام أدوات وطرق عامة لاتثير الشبهة.
وكالة التجسس على الإتصالات الحكومية في المملكة المتحدة والتي تعرف بإختصار GCHQ أنشأت خدمة اختصار روابط خاصة بها lurl.me من أجل نشر روابط وصفحات ويب تؤيد ثورات الربيع العربي والاحتجاجات الإيرانية أثناء الانتخابات الرئاسية وتتبع النشطاء. هذه الخدمة كانت تسمح بتجاوز الحجب ما يدفع المستخدمين داخل البلاد التي تحجب حكوماتها المواقع خاصة السياسية إلى استخدامها.
وأنشأت وكالة GCHQ وحدة جديدة خاصة بأداء هذه المهمة عرفت بإسم Joint Threat Research Intelligence Group أو اختصاراً JTRIG وظهرت الوحدة لأول مرة عام 2014 حيث حاولت التلاعب بالنشطاء والتسلل إليهم بإستخدام أساليب ملتوية.
استخدمت خدمة تقصير الروابط الخاصة بوكالة الاستخبارات والتجسس للنشر على تويتر وغيرها من الشبكات الاجتماعية. كانت التغريدات والمنشورات تهدف إلى جذب الأشخاص المؤيدين للإحتجاجات للنقر عليها بالتالي تتمكن الوكالة من جمع المعلومات عنهم وتتبعهم. وكانت الوكالة ترسل روابط مقصرة خاصة لنشطاء معينين لإستهدافهم بدقة أكثر، مثلاً أرسلت رابط إلى عضو في مجموعة قرصنة لقبه P0ke تمكنت من خلاله معرفة اسمه وحسابه على فيس بوك وبريده الإلكتروني، وراقبت الوكالة معدلات النقر على الروابط ولاحظت لو كان هناك عدد كبير من الأشخاص الذين ينقرون عليها ويغيرون سلوكهم، حينها كانت جهود الوكالة تؤتي ثمارها المطلوبة.
كانت وكالة GCHQ تلجئ إلى تويتر و يوتيوب و مدونات Blogspot لنشر روابط صفحات وتغريدة معارضة للحكومات، ويمكن إحصاء 69 صفحة تغريدة على تويتر تحوي روابط ومحتوى معارض للحكومة يفترض أنه تم نشرها من حسابات ناشطة إيرانية أو شرق أوسطية كسوريا.
أنشأت الوكالة عدة حسابات على تويتر لنشر تلك التغريدات ولم تهتم حتى بوضع صورة ملف شخصي، كان من الواضح أن عمر الحسابات قصير ولديها عدد قليل من التغريدات، لكن هناك بعض التغريدات التي تم إعادة تغريدها أو اقتباسها من حسابات أخرى على تويتر.
مع أن التتبع عبر الروابط المقصرة تكتيك بسيط في الرقابة إلا أن فوائده كبيرة، ففي السابق استخدم نفس الأسلوب لتتبع والتعرف على أشخاص ينتمون لمجموعات قرصنة عالمية مثل أنونيموس و LulzSec. ويمكن استخدام هذا الأسلوب لمراقبة أية مجموعة من النشطاء الذين يعادون الحكومات